الجمعة، 1 مارس 2024

مدونتي الأولى: رحلتي لاستكشاف نفسي

اليوم هو اليوم الذي قررت فيه أخيرا تحدي نفسي والتغلب على مخاوفي بداية من قلقي من نشر مذكراتي اليومية على الإنترنت ليراها العديد من الناس من مختلف دول العالم، إلى ترددي لإظهار آرائي وحياتي اليومية للجميع مما قد يعرض خصوصيتي للخطر. اليوم قد يكون يوم يعتبره العديد عاديا، لكن بالنسبة لي، يوم كهذا قد يعني أن حياتي تغيرت للابد على الأغلب.


لا أعلم ما الذي تغير في داخلي في الفترة الماضية ليشجعني على الكتابة والنشر. ربما هي تجاربي الشخصية في السنوات الأخيرة منذ انتقالي للصين لإكمال دراستي الجامعية، أو ربما قد يكون النضوج بما أنني لم أعد مراهقة بعد الآن. لكن على أي حال، هذه العوامل لم تعد مهمة بعد الآن بما أنني قد اتخذت قراري والخطوة الأولى بالفعل.


يومي كان عاديا، استيقظت متأخرة بما أنه ليس لدي أي محاضرات لحضورها اليوم، قمت بتحضير وجبة الغداء كاي طالب جامعي، وجبة ربما لا ترتقي لان تسمى بوجبة حتى، وكأي طالب جامعي بائس يحاول النجاة في هذا الوضع الاقتصادي الذي يزداد سوءا يوما بعد يوم، قمت بالبحث عن إي شيء في خزانتي، ولحسن الحظ، وجدت البعض من الأرز وبودرة شوربة الدجاج، قدر ضئيل يكفي لعمل وجبة صغيرة. أنا لا أتذمر هنا استرح قليلا عزيزي القارئ، فأنا دائما ما اعتبر نفسي من أكثر المحظوظين على هذا الكوكب فعلى الأقل ليس علي تناول النودلز كطلبة الجامعة البائسين الآخرين. أيضا أنا وللابد ممتنة لكل ما أحصل عليه لأنك عندما ترى معاناة غيرك صدقني ستخف عنك معاناتك. خصوصا مع الأحداث في الدول العربية الآن وخصوصا في أحد البلدان العزيزة على قلبي جدا، فلسطين، حيث لا يجد الأطفال ما يسد رمق جوعهم وعطشهم. فمن أنا لأتذمر من الأرز وبعض الشوربة ؟


بعد انتهائي من تناول وجبتي، أكملت روتيني الاعتيادي الذي يبدأ ببعض التنظيف والترتيب، ثم قراءة نشرة الأخبار اليومية عبر تويتر والعديد من المواقع الإخبارية، ثم أخيرا التفكير بكل ما اقرأه يوميا لكتابة مذكراتي لاحقا في دفتر يومياتي كعادتي. اليوم قد يكون يوم فريد من نوعه بما أني قررت إيجاد حل للعديد من الأفكار الغريبة التي بدأت بالظهور في عقلي مؤخرا ولا أستطيع التخلص منها مهما حاولت.


إحدى هذه الأفكار يتمحور حول هدفي في الحياة ولماذا أنا موجودة في هذه الحياة من الأساس، أحاول ترتيب كل هذه الأفكار التي لا تنفك من مهاجمة راحتي النفسية وعقلي المنهك الذي يطالب بالرحمة ولو لفترة قصيرة. خوفي من مستقبل سوريا، بلدي الذي أعشقه واعشق ترابه هو أحد العديد من الأفكار الأخرى إلى تؤرق بالي ولكن في نفس الوقت تعطيني دافعا كبيرا للاستمرار وعدم الاستسلام مهما كانت الظروف.


ربما قد يكون سبب وجودي هنا في الصين هو لخدمة بلدي والذي قد يكون هدفي المطلق الذي أريد أن أعمل وأن أفني حياتي لأجله، وهو رؤية بلادي تتعافى من آثار الحرب وتعاود النهوض مجددا لتكون من أفضل الأمم على الإطلاق. اعلم الآن أن الفرص والمهارات التي كسبتها سوآءا على الصعيد الشخصي أو العملي لم تكن مجرد صدفة، بل لان لدي هدف وقدر اسمى يجب أن أعمل على تحقيقه.


الغرفة رقم 620 في السكن الجامعي